هناك العديد من أطفال المدارس يعانون من مشاكل في القيام بالعمليات الحسابية و في تذكر الأرقام و يعانون من بطء و عدم دقة العمليات الحسابية و هناك صعوبة في القيام بأربعة مجموعات من المهارات و هى:
- المهارات اللغوية: مثل نقص القدرة على تحويل و فهم المسائل اللفظية إلى أرقام حسابية.
- المهارات الحسية: و هى افتقاد الطفل القدرة على التعرف و فهم الرموز و ترتيب الأرقام.
- المهارات الحسابية: مثل افتقاد الطفل القدرة على القيام بالعمليات الحسابية مثل الجمع – الطرح – القسمة – الضرب.
- المهارات الخاصة بالانتباه: مثل القدرة على نسخ الشكل بدرجة صحيحة و المتابعة و الملاحظة الجيدة للرموز.
و يجب ملاحظة أن افتقاد الأطفال لهذه المهارات يحدث في أحيان كثيرة بدرجات مختلفة و هى إشارة لكل أب و أم لعدم الضغط أو عقاب الطفل أو انتظار نتائج بسرعة و هو غير قادر على تحقيق هذه النتائج بالسرعة التي يتوقعها الأب أو الأم أو المدرسة.
و هناك العديد من المصطلحات التي تم استخدامها لوصف هذه المشاكل و الاضطرابات كجزء هام من عمليات التعلم .. و من هذه المصطلحات:
- صعوبة حساب
- الإضطراب الخلقي للعمليات الحسابية
- الحبسة الرياضية Acalculia (حبسة مصحوبة بعدم القدرة على حل أبسط المسائل الرياضية)
- متلازمة جريست مان
- الإضطراب التطوري للعمليات الحسابية
إن اضطراب القدرات الحسابية أو مشاكل الرياضيات يمكن أن يحدث بصورة منعزلة على حدة أو كجزء مصاحب لاضطرابات أخرى مثل: اضطراب القراءة أو اللغة.
و لتشخيص اضطراب القدرات الحسابية أو مشاكل الرياضيات يلاحظ أن الطفل يعاني من:
- نقص في القدرات الحسابية بشكل أقل من المتوقع لطفل ذو قدرات ذكاء و قدرات تعليمية و مستوى تعليمي معقول.
- ينتج عن هذا الاضطراب مشاكل في الأداء الأكاديمي و الدراسي للطفل في المدرسة أو الحياة العادية.
- و أن هذا الاضطراب لا يكون ناتج أو مصاحب لأى إعاقة حسية أو عصبية.
احصائيات الاضطراب
نحن ليس لدينا احصائيات دقيقة في مصر أو الوطن العربي و لكن وفقًا للاحصائيات العالمية فإن 1% من أطفال المدارس يعانون من هذا الاضطراب و أنه تقريبًا هناك طفل لكل خمسة أطفال ممن يعانون من صعوبات التعلم لديه مشكلة في إجراء العمليات الحسابية و المسائل الرياضية.
كما أن نسبة هذا الاضطراب في البنات أكثر من الأولاد.
الاضطراب كجزء أو كمرض مصاحب لاضطراب أخر
إن اضطراب أو مشكلة الرياضيات بصفة عامة تحدث بمصاحبة اضطرابات أخرى مثل مشكلة القراءة أو الكتابة أو اضطراب القدرات و التطور.
الأسباب
إن اضطراب القدرات الحسابية عادةً يحدث نتيجة الأسباب الآتية:
- عوامل وراثية.
- نتيجة نقص أو إصابة في الفص الدماغي الأيمن والفص المؤخري حيث هذه المناطق مسئولة عن صياغة المثيرات المرئية و المهمة لأداء المهارات الحسابية و المسائل الرياضية و لكن هذه النظرية تلقى دعم بسيط من الأطباء النفسيين.
- هناك تصورات حديثة و هى أن هذا الاضطراب ناتج عن العديد من العوامل (المعرفية– العاطفية – التعليمية – الاجتماعية – و درجة نضج الطفل) و التي تساهم في حدوث هذا الاضطراب.
التشخيص
جمعية الطب النفسي DSM IV وضعت نقاط تشخيصية لاضطراب القدرات الحسابية و المهارات الرياضية:
- إن القدرات الحسابية للشخص قياسًا بالاختبارات التي أجريت له فهى أقل من المتوقع بالنسبة لطفل في نفس العمر العقلي و في نفس مستوى الذكاء و نفس المرحلة التعليمية.
- هذا الاضطراب ينتج عنه تعارض مع الأداء الأكاديمي و النشاط اليومي و الذي يتطلب قدرات حسابية.
- في حالة وجود أى إعاقة حسية فإن هذا الاضطراب جزء منه مصاحب له.
الباثولوجي و الفحص المعملي
لا يوجد أى علامات أو أعراض تشير إلى اضطراب في القدرات الحسابية و المسائل الرياضية.
و لكن الاختبارات التعليمية و المقاييس الثابتة لمعدل الذكاء شئ هام للوصول إلى التشخيص الصواب.
إن مفتاح التشخيص لهذا الاضطراب هو اختبار العديد من المقاييس لأكثر من جزئية في القدرات الحسابية و تشتمل على المعرفة بمحتوى المسائل الحسابية و الرياضيات.
و هى تستخدم لتقييم هذه القدرات في الأطفال وتتراوح بدرجات من 1 إلى 6.
مسار الاضطراب و التوقع الطبي لهذا الاضطراب (المآل)
الطفل الذي لديه اضطراب في الرياضيات أو إجراء المسائل الحسابية يتم التعرف على هذا الاضطراب عند سن 8 سنوات "المرحلة الثالثة" و لكن هناك بعض الأطفال يظهر هذا الاضطراب مبكرًا عند سن6 سنوات "المرحلة الأولى" و هناك أطفال لا يظهر عندهم الاضطراب حتى سن 10 سنوات "المرحلة الخامسة" أو ما بعده.
هناك معلومات قليلة جدًا و متاحة من الدراسات الطويلة لوضع توقعات واضحة عن التقدم التطوري و الأكاديمي للأطفال الذين يعانون من مشاكل أو اضطراب الرياضيات و القدرات الحسابية و يتم تصنيفهم:
- أطفال يعانون من الاضطراب في المرحلة المبكرة للتعليم.
- أطفال يعانون من الاضطراب بصورة متوسطة الذين لا يلجأون لتدخل أى طبيب معالج و بالتالي يعانون من المضاعفات و تشتمل على: الخجل – قلة الثقة بالنفس – الاحباط – الاكتئاب. و طبعًا هذا الطفل يقل طموحه الدراسي و يشعر أنه أقل من الأطفال الآخرين و خصوصًا الأطفال الذين لديهم ميول تتعلق بدراسة الرياضيات و إجراء العمليات الحسابية مثل الهندسة – مدرس الرياضيات – الديكور.
- تداخل التشخيص (التشخيص المفارق):
يجب التفرقة الجيدة عند وضع التشخيص حيث أنه يحدث تداخل في التشخيص مع تشخيصات أخرى:
- الاضطراب الوظيفي الناتج عن إصابة الطفل بتخلف عقلي.
- المشاكل الحسابية و الصعوبات التي تصاحب تخلف عقلي بسيط.
- الطفل غير المنتظم على الذهاب للمدرسة و بالتالي يفتقد اكتساب المهارات و القدرات لإجراء العمليات الحسابية.
- الطفل العدواني. Conduct
- الطفل ذو فرط أو زيادة النشاط و قلة الانتباه.
العلاج
إن مشاكل إجراء العمليات الحسابية أو اضطراب الرياضيات لدى الطفل بوجه عام لا يمثل اضطراب ثابت على مدار الوقت.
إن التخل الطبي المتخصص المناسب و المبكر في بداية تشخيص هذا الاضطراب يُحسن من المهارات الحسابية لدى الطفل و يقلل من المضاعفات فيما بعد.
يجب أن نضع في أذهاننا أن العملية التعليمية عملية معقدة للطفل و مسئولية توضع على عاتقه فهو في الفصل يجب أن يكون مثل زملائه او أكثر تفوقًا و في البيت يجب أن يكون مثل أشقائه و في حالة المعاناة من هذا الاضطراب أو مثله فإنه يعاني من نوبات رسوب في المدرسة مما ينتج عنه احباط للطفل و الاحساس بأنه أقل من الآخرين.
و هناك برنامج علاجي متخصص يوضع بواسطة طبيب نفسي و يكون هذا البرنامج تدخل مبكر لمعالجة هذا الاضطراب.
و هناك دواعي لهذا التدخل مثل:أن يكون الطفل فاقد القدرة على تجميع الأرقام أو استقبال المعلومة من خلال الأرقام.
عدم القدرة على عد الأرقام.
ضعف ذاكرة الأرقام عند الطفل.
و حديثًا تم وضع طريقة لمعالجة هذا الاضطراب و يتم تطبيق طريقة العلاج عن طريق الطبيب المعالج و تتضمن الربط بين تعليم الطفل الأرقام و معرفة العمليات الحسابية و حل المسائل الرياضية و ذلك من خلال فلاش – كتب الواجب – الألعاب على الكمبيوتر.
و أيضًا من خلال البرنامج العلاجي يتم التركيز على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل و لذلك فإن البرنامج العلاجي يتطلب طبيب متخصص.